بيان: حول ممارسة الإدارة الذاتية عقوبة الإخفاء القسري بحق أبرياء بدلاً عن مطلوبين

نحن في المنظمات الموقعة أدناه ندين وبأشد العبارات ونستنكر حجم الانتهاكات المتزايدة يوما بعد يوم، في مناطق الإدارة الذاتية في سوريا، من قبل قوات الحماية الذاتية الكردية وقوات قسد وأجهزة الأمن التابعة لهم .

إذ إنه وقبل سبعة أشهر انشق السيد شكري عباس عن الإدارة الذاتية ، وقد كان يشغل  مهمة مسؤول الجمارك في مدينة منبج .

ونتيجة انشقاق  السيد المذكورفقد قامت القوات الأمنية التابعة لقسد بخطف عائلته كرهائن عنه ليعود ويسلم نفسه لها وهم كل من الوالد (حسين حسن عباس) ووالدته وأخوته .

وحدث أنه قبل عشرة أيام من الآن أن تم إطلاق سراح والدة السيد شكري، رغم أنه لم يسلم نفسه بعد ، وبقي والده وأخوته لديهم .

واليوم صباحا سلموا جثة والده لزوجته، بعد سبعة أشهر من الخطف، من دون معرفة اسباب الوفاة .

الوالد حسين حسن عباس مواليد قرية بوراز – كوباني ١٩٦٧ ولديه عشرة أولاد، ٩منهم  ذكور ووابنة وحيدة .

وبعد تواصل فريق التوثيق مع ابن عمه السيد سليمان حسين عباس، وهو عضو الهيئة التنفيذية ومسؤول العلاقات الكردستانية في تيار مستقبل كردستان سوريا، أكد بأنه تم خطف عائلة حسين حسن عباس عند انشقاق ابنهم من الإدارة الذاتية في منبج، فداهموا قرية بوراز وخطفوا عائلته جميعهم، بما فيه والده السيد حسين حسن وزوجته، وهم مسنان، ومريضان، وتمت مداهمة منازل جميع عائلة عباس، وما زالوا يهددون ويتوعدون بعد أخذ وتفتيش اجهزة الموبايل الخاصة لكل العائلة بحثا عن تواصل أحدهم مع شكري المنشق عن إدارتهم .

أكمل السيد سليمان لفريق التوثيق قائلا بأن خطف عائلة السيد حسين حسن عباس ابن عمه بهكذا شكل وتسليمه جثة هامدة بعد سبعة أشهر من الخطف عمل جبان، تقوم به ميليشات قسد والحماية الذاتية مؤكدا بأن ابن عمه إنسان طيب وبرئ من كل ما حصل، وليس له علاقة بشيء .

لذا فإننا في المنظمات الحقوقية والمدنية الموقعة أدناه ندين وبشدة ما تقوم به الإدارة الذاتية ومؤسساتها الأمنية والعسكرية بحق المدنيين، في مناطق سيطرتها، من انتهاكات فظيعة بحق المدنيين، من دون رادع أو احترام للقوانين الدولية وحقوق الإنسان في التمتع بالحرية الشخصية .

ونؤكد أن الالتزام بالمعايير الدولية التي تنص على حق الفرد بالتمتع بحريته والأمن على شخصه، وذلك من خلال المادة 3من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي تنص بحق كل فرد بالحياة والحرية، وكذلك المادة 9 من الإعلان والتي تنص بأنه لايجوز اعتقال أي إنسان أو حجزه تعسفيا، وحرمانه من حريته .

و أن اعتقال أي شخص أو حجزه أو خطفه أو إخفائه قسريا يعتبر انتهاكا للقانون الإنساني، بل يرقى إلى جريمة حرب .

ونجد في قرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة رقم 2002/16المؤرخ في 24تموز /2002الذي أدان فيه ممارسة الاختطاف أية كانت الظروف التي ترتكب فيهاو أيا كان الغرض منها، واعتبرها جريمة،  وخاصة عندما يكون ذلك مقترنا بعمل جماعات إجرامية أو مجموعة إرهابية .

ونؤكد أن ما يحدث من انتهاك بحق هذه العائلة لم يحدث في أي عرف او قانون أو دولة .

ونطالب الجهات المعنية ما يلي :

1-الالتزام باتفاقية حماية الأشخاص من الاختفاء القسري وتعد هذه الاتفاقية من أقوى معاهدات حقوق الإنسان التي اعتمدتها الامم المتحدة وددخلت حيز التنفيذ بعام 2010وتهدف إلى منع الإخفاء القسري وكشف تفاصيل حقيقة ماجرى لهم والحرص على تحقيق العدالة للناجين والضحايا وعائلاتهم .

2-يجب أن تتخذ الإدارة الذاتية الإجراءات الضرورية للحيلولة دون وقوع جرم الإخفاء القسري والسماح بالتحقيق، ومقاضاة من يرتكبونها .

3-يعد الإخفاء القسري انتهاكا جسيما لحقوق الإنسانو من الضروري مكافحة هذا الانتهاك والعمل على وجود آليات خاصة من شأنها حماية الضحايا وتعويضهم ماديا ومعنويا .

4-الالتزام بالاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من  الإخفاء القسري والتي تنص في بعض موادها على:
المادة 1
1-لايجوز تعريض أي شخص للإخفاء القسري
2-لايجوز التذرع بأي ظرف استثتائي سواء تعلق الامر بحالة حرب او التهديد باندلاع حرب
المادة 5- تشكل جريمة الإخفاء القسري الممنهجة جريمة ضد الإنسانية كما تم تعريفها في القانون الدولي المطبق وتستتبع العواقب المنصوص عليها في ذلك القانون .
5 – يجب على الإدارة الذاتية تشكيل لجنة تحقيق مختصة بخصوص اعتقال العائلة كرهائن وبيان اسباب الوفاة داخل السجن وكشف نتائج اللجنة أمام الرأي العام .
6 – إطلاق سراح جميع المعتقلين كرهائن وكذلك جميع كعتقلي الرأي والسياسيين وأصحاب الفكر .
7 – تعويض عائلة حسين حسن عباس تعويضا عادلا وفق القانون .
8 – محاسبة الجهة المسؤولة عما حصل مع العائلة وإنزال أشد العقوبات بحقهم وذلك أمام الرأي العام .

القامشلي
25/06/2021

المنظمات الموقعة :

1 – المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا ( DAD )
2 – منظمة حقوق الإنسان في سوريا – ماف
3 – منظمة الدفاع عن معتقلي الراي في سوريا – روانكه