الذكرى الخامسة لرحيل الزميل أكرم كنعو

كلمة منظمة حقوق الإنسان في سوريا-ماف
في الذكرى الخامسة لرحيل الزميل أكرم كنعو
أيها الحضورالكريم
أصدقاء وصديقات
ممثلي القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني
رجال الدين الأكارم
أسرة الراحل الكبير أكرم كنعو

نلتقي اليوم، ونحن نستذكر الزميل الحقوقي المناضل أكرم كنعو بعد مرورخمسة أعوام على رحيله، في مثل هذا اليوم تحديداً، إثرحادث مروري مفجع تعرض له وهو في الطريق مابين قريته”معشوق” وإحدى القرى الأخرى في مسعى إنساني للمصالحة بين عائلتين مختلفتين، وكان قدوصل في ذلك الصباح نفسه من مدينة-الرقة- يتقصى ماتعرض له أبناؤها من الكرد المحتفلين بعيدنوروز حين تعرضوا لإطلاق النارمن قبل أجهزة أمن النظام، وتمت إثرها حملة اعتقالات واسعة بحق المواطنين الكردفي الرقة، بل وتم التأليب عليهم من قبل هذه الأجهزة القامعة.
انتسب الزميل أبولقمان إلى منظمة ماف، وكان أحد الذين عملوا بجدية فيها، إلى جانب مهامة النضالية الأخرى، التي عرف بها منذ طفولته، باعتراف من حوله، وكان اعتقاله على أيدي أجهزة الأمن في نهاية ستينيات القرن الماضي وهوطالب ثانوية أكبردليل على ذلك، حيث راح وعدد من زملائه- يقولون كلمتهم في وجه هؤلاء الزبانية، ليتم اعتقالهم جميعاً، ومن ثم ليبتعد عن مواصلة تعليمه، وليزداد إصرارا على خدمة أهله، بكل مايمتلك، وليكون من الأعضاء الأوائل في ماف، يعمل مع أسرة المنظمة بكل إخلاص وتفان، وقد تعرض للاعتقال مع زملاء آخرين له من قبل أجهزة أمن النظام، عندما استجابت منظمة ماف-وحدها- لنداء الاعتصام ضد أحد أبرز انتهاكات النظام بحق الكرد فيما يخص قانون المناطق الحدودية رقم 49 لعام 2008 ،وكان أعضاء مجلس إدارة ماف آنذاك في اجتماع لهم في مدينة تربسبيي، إذ قطعوا اجتماعهم، وراحوا يعتصمون في المكان المحدد، ليتفاجؤوا أن أحدا من الداعين للاعتصام، أنفسهم، لم يحضروه.
أيها الحضورالكريم

لقد كان أبولقمان مؤمناً بالمستقبل من خلال وعيه العالي، ولكم نحن أحوج الآن في أسرة ماف إليه، لاسيما أن بلده، ووطنه، يتعرضان لكل هذه التراجيديا العظمى، المدبرة، في هذا الزمن الذي يستهدف الإرهاب الداعشي، وأشباهه كل ماهومضيء ونير، بمنتهى الوحشية، ومن بين ذلك محونا، محو حلم أبي لقمان في وطن كريم محرر ، بيد أن خسارتنا به جاءت كبيرة، ولاتعوض، ونظل بحاجة إلى حكمته، وعقله، باستمرار، كأحد الأوفياء لمنظمته، ولرسالته، ومن هنا تكمن مكانة الرجل الكبيرة هذه في نفوسنا، ونفوس مجتمعنا المحيط، وكل متابع للشأن النضالي العام والحقوقي، بل والوطني، والاجتماعي، حيث كان متميزاً في كل ذلك
أيها الحضورالكريم
حياة زميلنا أبي لقمان كانت على امتداد عقود حافلة بالكثيرمن القيم والخصال الإنسانية، وقد دعاه وعيه المبكرللعمل السياسي منذ شبابه الأول، ليكون قيادياً في تنظيمه السياسي، محبوباً من قبل رفاقه، وهوالوعي نفسه الذي كان يقوده للعمل الحقوقي، من أجل خدمة أهله، بل ومجتمعه، وبلده، ووطنه، بهمة عالية، وحماس منقطع النظير، يواصل الليل بالنهارلإنجاح المهمات الموكلة إليه، ناذراً لها حياته وعلى حساب أسرته الفقيرة، ومن هنا، فإن استذكارنا لزميلنا أبي لقمان اليوم، استذكار للقيم والمثل العليا، انطلاقاً من دوره الكبير، كأحد الشخصيات النضالية التي وعت لحظتها، ونذرت نفسها، لأجل خدمة رسالتها.

الخلود لروح زميلنا الغائب الحاضر
أبي لقمان
وعهداً سنواصل حمل الرسالة التي عاهدنا أنفسنا على الإخلاص لها
24-4-2015
منظمة حقوق الإنسان في سوريا-ماف